قصة من وحي الواقع (4)~تليتماس سعو ~

أجرت بعض التحاليل والفحوصات الروتينية و طُلب منها آنتظار النتائج.. في وقتٍ لاحق من نفس اليوم، إتصلوا بأمي من المُستشفى و طلبوا منها القُدوم لأخذ تائج التحاليل..عند رجوعها، أخبرتني أن الطبيب قد أكد لها أن ما من شيءٍ يُثير القلق، و أن الألم في صدرها ما هو إلا نتيجة لتعرضها لأزمة برد فقط تستجِبُ أخذ بعض المُسكنات..أمي كالعادة لا تولي صحتها نفس الإهتمام الذي توليه لأُمور أُخرى..هي تعتقدُ أن مسؤولياتها تجاهنا كأم ، و تجاه أبي كزوجة، و تجاه المنزل كرَبَّة منزل هي الأهم؛ و غيرُ ذلك فهو من الأُمور الثانوية..هي تأخُذُ كل شيء على محمل من الجدية اللامُتناهية و هو أمر مُثير للقلق..بين الفينةِ و الأُخرى، أُحاول أن ألعب معها و أُحاول الترفيه عنها..
المهم، مُنذ ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه للمُستشفى و بعد تلقي الإسعافات الضرورية، عُدنا للمنزل، وعادت أُمي إلى سابق عهدها، أعني أنها بالرغم من التعب، لم تفقد حيويتها و نشاطها..إبتسامتُها الجميلة لا تُفارق مُحياها، حُضنُها الأمهات ككونٍ آخر بالحبّ انفلق . و ما فتئت الأيامُ تمضي حتى أخذت الحياة من جديد مجراها الطبيعي..
image

بالرغم من أخذها للمُسكنات ، كانت أمي تشكو من تكرار الصداع، وألم في الصدر، وبغض النظر عن عدد المرات التي كان يتم فيها تحويلها الى المستشفى من قبل دكتور المستوصف لاجراء فحوصات تساعد على تشخيص السبب، الا أنها لم تكن تستمع الى النصيحة، و كانت تتحجج بأنها ربة بيت، لها أُسرة ومسؤوليات و أطفال، وكانت تلك أُمور كافية لشغل تفكيرها ووقت فراغها، فأهملت رعاية صحتها. فالكثير لا يرغب في إضاعة الوقت في رعاية صحته أو القيام بفحوصات ومراجعة العيادات الطبية، وهذه هي حال أمي..

أضف تعليق