الطريق لبناء مجتمع إسلامي راشد~ عبد العزيز مومني ~

” إن بناء الشخصية الإسلامية المتزنة التي تعتز بقيمها ومبادئها ورفعتها وتباتها، يتطلب منا بذل المجهود والتخطيط الجيد والدراسات المعمقة (النفسية، الاجتماعية، التربوية) لصناعة رجال وازنين همهم إقامة الدين في المجتمع والدفاع عن القيم التربوية والإصلاح ونصرة المظلوم والتكتل ورص الصفوف وتوحيد الكلمة ونبذ الفرقة والتشرذم والتعاون على الخير والبر والتقوى ومحاربة كل أشكال البغي والإذلال والإقصاء والقضاء على الجريمة بكل أنواعها والحد من كل الانحرافات الموجودة في المجتمع والوقوف في وجه الباطل وأهله ومع أصحاب الفضيلة وأهلها وننشر الأخلاق الإسلامية على أرض الواقع مثل الصدق والعفة والحياء والأمانة والإخلاص والتضحية والإيثار ومحبة الخير للناس وحسن الظن وتجفف ينابيع المعصية من واقعنا (بالكلمة، الموقف، السلوك، وبكل الوسائل المتاحة)، يجب علينا كدعاة إلى الله أن نشجع الأفكار الجديدة، ونطور أفاق تفكيرنا، ونقرأ الدراسات الجادة المبدعة التي توضح معنى الحياة وتجعلنا نتألق ونحلق عاليا في سماء الفضيلة مستحضرين في مخيلاتنا ذوي الهمم العالية، الذين ضحوا بكل وقتهم، وجهدهم من أجل إسعاد الآخرين وسبر أغوار نفوسهم، وتحييد القلق، والتوتر والحزن عن قلوبهم وفتح الأمل والتفاؤل أمام عيونهم ومحاربة اليأس والتشاؤم الذي يغطي جزءا من قلوبهم. يحدث هذا نتيجة ملأ الفراغ واستغلال الأوقاث في جليل الأعمال وتفريغ الوسع في طلب المعالي وأن تتكون لدينا قناعات فكرية وأن نتربى على مائدة القرآن والسنة وندعو إلى إتباع شرع الله مع الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة للتعريف بجمالية هذا الدين واستحضار كل القدرات والشخصيات الإسلامية القوية والراشدة التي تركت آثارا وأعمالا جليلة ترفع قدر الإنسان دنيا وآخرة والتي يمكن أن نستفيد منها وننشئ أجيالا تسير في هذه الحياة على منوالها وتقتفي آثرها.. الشخصية الإسلامية تتميز برؤية متبصرة لواقع الحياة وفق الشرع وتحاول أن تكون فاعلة إيجابية، آمرة بالعدل، متميزة، ومتدينة وقوية لا تهاب أحدا إلا الله وتكون مؤثرة في الواقع عبر طرحها للبديل الإسلامي. يتميز المؤمن بالطموح قال الشاعر المتنبي:
إذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجســـام
وقـــــــال شــــاعـــــر آخـــــر:
ليس المجد تمرا أنت آكله لن تنال المجد حتى تلعق الصبرا
وقــــــال شـــــاعــــر آخــــرا:
ومن يتهيب صعود الحبال يعيش أبد الدهر بين الحفر
استفراغ الوسع والتضحية وبذل الوقت والجهد في نصرة دين الله وصرف قنوات التدين في الناس وتعلم اللغات الأجنبية وتعلم المعلوميات وكل التقنيات التي تمكنك من استغلال وسائل الاتصال ودعوة الأخرين إلى دين الله “والدال على الخير كفاعله”. والتواصل مع كل القنوات الفضائية والمواقع والمجلات الالكترونية التي تخدم الإنسانية والإسلام والتي تبحث عن الحقيقة وتكون منصفة وغير متحيزة. صدق المهدي المنجزة الذي قال في أحد كتبه “بعد أن كنا نحتاج إلى أطنان من النحاس من اجل التواصل ..الهاتف..اصبحنا نحتاج فقط الى الغرامات منه”. فلنجعل حياتنا مليئة بالمنجزات والأعمال التي تجعل أفراد المجتمع يتنافسون في خدمة الدين وقضاء مصالح الناس ويبادرون إلى التفاهم مع بعضهم وتجنب كل المشكلات التي تؤخرهم عن السير إلى الله..
wpid-fb_img_1428697373011.jpg
بقلـــــــــم: عبد العزيز مومني (أبو ياسين)

قصة من وحي الواقع(3) ~ تليتماس سعو ~

عُدنا إلى المنزل..شكرت أمي جارتنا ووَدَّعتها.. أجلستني في حجرها و طلبت مني أن لا أُخبر أبي عما حصل..طلَبَت مني ذلك لأنها كانت لا تُريد أن يتشتت آنتباهه عن عمله..تحاملت على نفسي و وعدتُها أن لا أُخبر أحدا..بالرغم من كل آلامها، قامت أُمي بتحضير وجبة الغذاء و تنظيف المنزل.. عند مُنتصف النهار، عاد أبي من العمل و إخوتي من المدرسة..بعد آداء صلاة الظهر جماعة، جلسنا إلي مائدة الطعام..في خضم حديث أبي عن أحد أطرف المواقف التي عاشها في نفس اليوم، كُنت أنا و إخوتي نتفق كي نقوم بتقسيم مهام التنظيف المطبخ..بعد آنتهائنا من الأكل، أرسلنا أمي كي ترتاح و أشرفتُ بنفسي على مهمة التنظيف.. ليلتها لم أستطع النوم في غُرفتي..ناديتُ أمي و الدموع تنزل من مُقلتاي..أتت إلي مُسرعة و أخذتني في حُضنها و ضمتني إلى صدرها..ربتت على كتِفي بكل حنية و أخبرتني أننا سنكون بخير..إستلقت في السرير بجانبي و غُطتُ في نومٍ عميق في اليوم التالي، إستيقظتُ على صوتِ أمي و هي تتحدَّثُ في الهاتف..بعد نُطقها لإسم أمل، علمتُ حينها أنها تُكلم جارتنا..إنتظرتُ حتى آنتهت و لما آستادرت ناحيتي، عانقتُها بقُوة..أخبرتُها أنني أُحبها أكثر من أي شخص في الكون.. بعد آنتهائي من إفراغ كل مكنونات صدري، أخذتني من يدي و ألبستني ثيابي و آسْتَعدت هي الأُخرى للذهاب إلي المُستشفى.. طلبت منِّي أن أذهب إلى جارتنا لأنها هي التي ستوصلني إلى المدرسة لكنني آمتنعت..و أمام رفضي الملح الذهاب إلى المدرسة، قررت أخذي معها

wpid-received_820065244750811.jpeg

سخرية القدر ~سلمى الروغي~

هل نكتب عن الحياة او عن الموت ؟ من يرحينا البقاء ام القناء ؟هل تتغلب رغبة الموت فينا عن شهوة الحياة ؟ ربما ارادة مجنونة في انقاد ما تبقى لنا من كرامة هي من تقتلنا , تخنق كل ما هو جميل فينا , تجردنا من ابسط الاحاسيس , و تغتصب كل احلامنا الواهية . فرح هل سخط القدر ام لعنة الحياة هي من اعطتك اسما لا يشبهك ,اسما يظل مبهما امام حزن عيناك الكحيلة , لم يزدك داك الاسم الا حزنا عندما يناديك احد بالفرح وانت لست سوى كومة من الاسى و الالم . مند ان وافت امك المنية وانت مراهقة في السادسة من عمرك مند ذلك اليوم اللعين لم ارى ابتسامتك القمرية تلك و لم اشهد بريق عيناك قط ,ذهب الصدر الذي كان يضمك لينسيك مرارة هروب والدك و تركك انت و اخوك المصابة بمتلازمة دوان ,ظلمته الحياة بمرضه و انصفته بعدم ادركه لاغلب الاشياء, اصبحت يا فرح  الصدر الذي يضم يوسف , تضمينه وانت اكتر منه حاجة لصدر يضمك توسدينه تحكي له عن ماسي و مجازر داخلك بسبب هروب اب لعين و وفاة ام حنون و لكل منهما طريقة مختلفة للهروب منكما . لم تظلي تلك المراهقة شاب قلبك قبل اوانه و شاخ عقلك في شبابك . ظللت انتظر انا تلك الخالة العانسة من اجلكما و اليائسة من اجل فرحتكما ان تعودي يا فرح كما كنتي , توالت السنوات ببطئ قاتل كأنه ورم ينخر احشاء جسمك ليخرج منك الاسوء و الاقبح , لم تزدادي يا حبيبيتي في تلك السنوات سوى الشقاء , نحل جسمك ,هالات سوداء , شفاه مشققة و صدر مترهل , دفنت جمالك بجنبات قبر امك , تغييرت ملامحك و لحقتك الشيخوخة مبكرا .  خلال التسع سنوات الماضية لم ارى منك سوى العمل و الكد كنت تنظفين منازل الناس و مكاتبهم ليظل منزلك متسخا بمشاعر مبعثرة فيه و نثنا برائحة الماضي , كانت يداك تتسخان لتجني مالا نظيفا من اجل ذلك الاخ الغريب الاطوار الذي يظل فمه مفتوحا طوال النهار ليملأ اللعاب لحيته و ملابسه , كان الناس يخافون منه وكان هو المسكين يخاق من تلك النملة التي تطرق باب بيتنا مطالبة بالقليل . بعد سنوات عداد من الصبر من اجل كل شئ ولا شئ أتذكر ذلك اليوم ” الخميس الاسود ” دخلت وانت ترتدين تلك الجلباب السوداءو تحملين كيسا  بلاستيكيا , القيت التحية وانحنيت لتقبلي جبهة يوسف , كانت ملامحك وعيناك مزيجا من القلق و القرح , سالت ما بك فروحتي قلت لي  بهدوء مستفز ألمني حد البكاء سأهاجر هجرة سرية الى اسبانيا و ساتي بعدها الفرج لي و ليوسف ولك , أجبت و قد علت على وجهي امتغاضة واضحة و صوتي يرتعش لماذا تهاجرين و لك رزقك هنا , أجبتني بمغص الناس يهاجرون من اجل المال و الرفاهية والمستقبل الزاهر اما انا يا خالتي ساهاجر من اجل يوسف وعلاج يوسف , انا اعيش لاجله و ساموت من اجله . لم اعرف بما اجيب كأن حبالي الصوتية مزقت من جوابك ذلك ,بعد اسبوع تركت لي يوسف و مبالغ نقدية , ودعتك بدموع حارة وودعتني بابتسامة كلها امل حضنتي يوسف مرارا وتكرار و قبلتيه بدا المسكين مستغربا و يبحلق بعيناه , رحلتي يا فرحتي و انا كل يوم انتظر اتصالك انتظر رسالتك , طال انتظاري والمني حتى النخاع , كنت اهتم بيوسف و اعيش من مساعدات  الناس , كنت احسب الايام و الشهور حتى توالت الاعوام و السنون , هل مضت خمس سنوات ام تسع ؟ لم اعد ادري لا ادري شيئا سوى ان عندما طال غيابك توفي يوسف لادفنه وحدي وأرثي عليه وحدي , لا اعلم شيئا سوى ان الامانة التي تركت لي ذهبت و لم تعد هنا , ان سبب تغربك مات , ان الذي تعيشين من اجله و لاجله ذهب دون ان يراك دون ان يودعك , توقي يوسف و هو ينطق باسمك بتلعثم  ف … ر…..ح….ة ربما أضاف تلك التاء لانك انت كنت فرحته . ذهب يوسف هو الاخر فلتعودي يا فرح

image

أوراقي القديمة: الورقة الأولى~ هشام لعجاج~

image

أحتاج إليك
كما يحتاج الزرع المطر
كما يحتاج الموج القمر
كما يحتاج العاشق كلمة حب
نسيم الليل وجمال السحر
أحتاج إليك
كلما حل المساء
وسن الشوق سهامه العمياء
ووجدتني وحيدا
والنومَ يناصبني العداء
فأناديك بأعلى صوتي
فلا أجد منك جوابا
ولا حتى من السماء
أحتاج إليك
لتمنحيني فتات فرحة
أو حتى بعض الألم
لأحس أني موجود
لتعود في عروقي دورة الدم
فأنا مذ رحلت مفقود
لا أدري حتى موضع القدم
أحتاج إليك
فقد استقالت عن شفتي ابتساماتي
وأصبح للحزن كل الحقوق
في استخراج أناتي
وحاضري كماضي
ولا أمل لي فيما سيأتي
أحتاج إليك
فعودي ومدي يديك
فقد اشتقت إليك
وحمرة وجنتيك
واشتقت لإسمي
فوق شفتيك