أرشيف التصنيف: متفرقات

وفجأة جفف قلبي بكراطة اوزين~أيوب ذو الفقار~

image

ذبحات قلب مغرور كانت كثيرة ، طعن ذاك القلب كثيرا كثيرآ ، طعن حتى بات وطنه مليء بالدمع بالحزن بالغم والهم ، طعن كما تطعن ام فلسطينية على ابنها الدي غدروه برصاص طائش لا يعرف الرحمة رصاص فتاك كيف لا وهو احب عندما كان في الصبى ، عندما كان ممتلئا ببرائة الرضع ، تربى على الحب مند صغره حتى بات الحب عنده عادة يومية ، لم يكن يظن المسكين ان في الدنيا خبث قادر على تدمير اي عادت مكتسبة ، حتى ولو كانت تلك العادة فطرية ، يعيش في سلام وامان تامين يحب كل شخص امامه مر ، كل شخص نعم كل شخص . يعطي الحب بلا شيء يهديه بدون ثمن في زمن اصبح فيه الحب مصلحة مادية ، “عندك اللعاقة نتا هو الحب ديالي لي منو من تفرق واخا يخيروني بينك و بين الجنة” انه قلب طيب وحنون اسألوا عنه فقط حبيبته الاولى ، اسألوا من دمرت فيه تلك الفطرة اسالوها وستجيبكم ، اسالو عنه اي شخص يعرفه فقط سيقولون “كان راجل زوين ولكن دابا بحالا خصر ” قسما لن يقولوا نحن من جعلناه يقطع حبل الحب ، لن يقولوا نحن من جففنا الحب الدي يحمل بين طياته ” قسما برب حتى بحالا جافوه بالكراطة لي دار بيها داك الوزير لي تطرد الميناج لتيران فكاس العالم للاندية لعام لفايت “

أيها الأصدقاء الجدد ~ أمزي الحسين~

أيها الأصدقاء الجدد :

image

هذا أنا

ولدت كتوأم لأختي في الخامس من مايو سنة ١٩٨٦ بدوار بوغانيم جماعة أصادص إقليم تارودانت.في أسرة فقيرة تضم – بعد قولكم ماشاء الله – عشرة أبناء،ست بنات و أربعة ذكور،رزق بهم المسمى …  من دوار ” أكلز ” و المسماة … من دوار ” توريرت “.وكلهما -أبي و أمي – من منطقتين جبليتين مختلفتين،جمعهما القدر في دوار بوغانيم الذي هو عبارة عن سهل كبير يبعد عن أقرب جبل بخمسة عشرة كلم تقريبا شمالا و بنفس المسافة تقريبا عن المجال شبه الحضاري سبت الكردان جنوبا.
و إذا رجعنا لموضوع الأسرة فهي من النوع المحافظ عرفيا و التي إعتمدت في معيشتها على موارد الماشية كدخل لها، مع العلم أن رب الأسرة كان عاملا في ضيعة فلاحية ” حماد أ اليزيد” التي أدرت عليه بالكثير من خيراتها و هذا ما استفاد منها لأنه كان يشتغل بدون سند قانوني أنذاك الشيئ الذي سهل على صاحب الضيعة طرده بشكل تعسفي و بتعويض هزيل بعد خرق قواعد قانون الشغل.فماذا بخصوصي أنا؟
لقد تلقيت تعليمي الإبتدائي في مدرسة الآفاق التي كانت قريبة من بيت الأسرة الشيئ الذي شجع أحد المعلمين المنحذر من مدينة الدار البيضاء على أن يكلفني بمهمة من نوع خاص؟؟؟ أن أحضر له الخبز الساخن من بيتنا مرتين في الأسبوع تقريبا.ولقد ربطتني علاقة طيبة مع الكثير من المدرسين لا بسبب “الخبز الساخن” لكن بإحترامي لهم وحسن أخلاقي معهم وخصوصا مع سي عمر،سي الفاضلي،سي العربي،سي اسماعيل و سي خاليد “الكازاوي” الذي فرض علي بالقوة لعب دور “النحو” في مسرحية بعنوان اللغة العربية.هذه المسرحية التي كانت ضمن أنشطة أمسية الإحتفال بعيد العرش،و كان ذلك مناسبة لأرتدي لأول مرة “كوستيم” جلب لي خصيصا لهذا الغرض.و ليومنا هذا كانت تلك آخر مرة تشيكت به و لا أفكر بتاتا و أنا في سن ٢٨ سنة أن أتشيك به مجددا لأنني لا أجد راحتي إلا في اللباس غير الرسمي.و للأسف لم يحصل لي الشرف في هذه الدراسة الإبتدائية أن أدرس تحث إمرة إحدى المعلمات اللواتي كنت معجبا بشياكتهن.و عموما ترك معظم المعلمين الذي درسوني إنطباعا جيدا في نفسيتي،ما عدى واحدا إسمه حسن من دوار أولاد علي؟؟؟و السبب هو أنه أوسعني ضربا مباشرة بعد أن قدمت له إحدى الثلميذات قربانا عبارة عن قنينة زجاجية من “السمن” البلدي و لتر من زيت “أركان” فقد أخبرتها بخبر حقيقي عن أختها الشيئ الذي دفعهما إلى تدبير هذه الخطة التي إنتهت بجلدي على ظهري جلدا مبرحا.
لكن عموما مرت بي ذكريات جميلة بهذه المدرسة ختمتها بحصولي على الشهادة الإبتدائية التي أعطت لي الضوء الأخضر للإنتقال إلى شبه الحضارة “سبت الكردان” التي تضم إعدادية و ثانوية.
لقد تلقيت تعليمي الإعدادي بإعدادية الشهيد علي بن الطاهر،التي واجهتني فيها العديد من العراقيل بسبب التربية التقليدية التي تربيت عليها فقد كنت خجولا و كنت أستحيي من أبسط الأمور.و لأنني كنت أمازيغيا واجهتني أيضا مشكلة في التواصل مع الوسط الذي أدرس فيه علما أنه وسط عربي بنسة كبيرة جدا.أما بالنسبة للإقامة فلم أكن من قاطني دار الطالب ” الخيرية”؟فقد كان أحد إخوتي يعمل – و إلى يومنا هذا – في محل لبيع المواد الغدائية في دوار “بن خي ” الذي لا يبعد عن “سبت الكردان” بكيلومتر و نصف لذلك كنت أبيت عنده و أعمل معه في نفس الوقت لمدة سبع سنوات إذا أضفنا السنوات الأربع ؟؟؟التي قضيتها في ثانوية “العرفان” فقد كررت في السنة الثانية باكالوريا الشيئ الذي لم أصدقه و لم تصدقه أمي و لحد الآن لا أرضى أن أذكره في مسمع الآخرين و لولا تجنبي للكذب ما ذكرته هنا لكن في المقابل كان لهذا التكرار وقع إيجابي في تحديد تخصصي الجامعي.كيف ذلك؟
بحصولي على شهادة الباكالوريا في التخصص الأدبي كان علي أن أنتقل إلى مدينة أكادير لإتمام تعليمي الجامعي الذي دخلت إليه من بابه الضيق فقد كنت أجهل التخصص الذي يجب علي إتباعه؟؟؟ ففي أول أيام التسجيل كنت محتارا بين التسجيل في الدراسات الإسلامية و بين اللغة العربية أو التاريخ.لكن في الأخير و قع ما لم يكن في الحسبان؟سيتم إفتتاح تخصص القانون الخاص لأول مرة في جامعة إبن زهر بعد أن كان هذا التخصص متاحا فقط في جامعة القاضي عياض بمراكش،لتمنح لي الفرصة للإختيار هذه الشعبة التي كنت قد إستبعدتها من إختياراتي.
بعد ثلاثة سنوات حصلت على شهادة الإجازة في القانون الخاص،تلك السنوات التي مرت في لمح البصر و خصوصا مع أصدقاء رائعين و قد كان للتعليم الجامعي و الكراء مع الطلبة طعم خاص.فماذا بعد الإجازة؟
بعد حصولي على الإجازة توجهت مباشرة إلى البطالة لمدة عام تقريبا لزمت فيه مسقط رأسي،و أجريت خلاله العديد من المباريات التوظيفية.بعد ذلك قررت السفر إلى مدينة الدار البيضاء لأعمل في محل لبيع مواد الصباغة و الكهرباء و السانتير و مواد البناء مع أحد إخوتي و قد إبتديت كعامل بسيط لا نفع فيه و هذا ماتسبب لي في أزمة نفسية حادة لمدة عام كامل.فلم أكن أقدر على تحمل فكرة أن أكون لاشيئ لا نفع و أيضا لأنني لم أجد أية رغبة بداخلي في تعلم هذا العمل فقد كنت أردد في نفسي “مكاني ليس هنا”؟؟؟شيئا فشيئا بدأت أتعود و أتعلم أبجديات هذه المهنة بداية بالتعرف على كل أنواع السلعة التي يحويها المحل،مرورا بتعلم تقنية إستخراج نسخ المفاتيح و لباقة التعامل مع كل أصناف الزبائن المتخلقين منهم و غير المتخلقين و قد ساعدتني في ذلك موهبتي في قراءة ملامح الأشخاص و تحديد الصالح منهم من الطالح و غالبا أنجح في ذلك.ولمدة خمس سنوات مازلت أعمل في نفس المحل و قد بدأ الصبر ينفذ شيئا فشيئا، فلم تعد لي رغبة في الإستمرار كمساعد تاجر فقط،فقد حان الوقت بإذن الله لأكون تاجرا.
أمزي الحسين.

حنين/ Taghufi~ عيسى رضوان ~

Taghufi

image

Iserkkiz Unaruz azddig nwul
Sifassen chelulefnin
Mrrigh ifer n’tmmijja
Aflla nusegwen nukechut
Afad udm ad yili
tujjut nwayyur
tillit key ggwamas iwul
nnigh a3erniw
askka danqqar n’tifawt
askka d’labass
s’g ughlay nek dart yillel
am tifawin nyijyal
ayd urguing win igdad
attaghufi nek!
Ayamattel nek!
////////
حنين

عكر الشوق
صفاء قلبي
بأصابعي الناعمة
قمت أفرك أوراق النعناع
فوق أريكتي الخشبية
كي تمتلأ  جوارحي
بعطر القمر
وتحتل أنت قلبي
أقول أنه غدا
ساعة شروقك
ساعة فرحي
مذ اختفيت وراء البحر
كشموس السواحل
لا أنام بهدوء العصافير
! يالهفتي عليك
! يالطول غيابك

حديثنا الأخير ~ حمزة بوغو ~

image

حديثنا الأخير، تدكرته فبكيت كطفل الصغير
تائها يبحث عن أمه في شارع كبير..
منذ ذاك الحين وانا بدونك فقير
إنقطعت عن الدهر في رمشة عين..
وخذلتي وعودك التي كتبناها ونحن في درب الحياة نسير..
رحلت عني بدون سابق إندار، فلم يعد لي بدونك مصير..
رحلتي إلى دار البقاء وتركتني أعاني الأمرين..
يا ليته ماكان لنا حديث لكي يكون هناك أخير..
فأنا لكلماتك الاخيرة لا زلت أسير ..
ابحث فيها عن الوداع يشفي  الأوجاع
للمسلمين قبلتان وانا لي ثلاث
بيت المقدس ومكة وثالثهم قبرك،
قبلتي كلما خلعت عباءة الابتسامة من على وجهي..
هو بئر اسرار في قاعه تطفو أحزاني…
ما كنت لأرضى إن اخدك بشر غيري
لكن السماء ارادتك فما علي سوى إنتظار لقياك ..
لعلها تكون في جنة الفردوس هنااك…
فما انا بدونك الا عجوز تنتظر الممات… ليس ضجرا من الحياة بل رغبة في لقياك
لعلك تكوني شفيعي بعد رسولي (صلى الله عليه وسلم)

ماذا سأكتب لكم ~ ابتسام جليل~

…ماذا سأكتب لكم؟

image

ماذا سأكتب لكم كي تقرؤوا بأذان صاغية ، وقلوب واعية ، و عقول طموحة مفكرة في العمق و الأفق. هل سأكتب عن الاحتباس الحراري الذي يهدد الحياة على كوكب  الأرض أم أكتب عن الزلازل التي تضرب الأرض لتقتل الملايين ، أم يا ترى عن حال و أحوال أناس يعيشون وسط حروب دائمة صادمة قاتلة للفكر و التسيير للحياة  لكنها تبقى آفات طبيعية جعلها الله في كونه لغايات لآوان لا يدرى، لهذا سأكتب لكم عن آفة اجتماعية لا يجب أبدا السكوت عنها إنها الرشوة التي تهدد دماغ الإنسان ،  لقد فاقت هذه الآفة لتصبح جريمة تمس الفرد و المجتمع والدولة على السواء ،يمكن القول أن الرشوة هي تجارة بوظائف ، و أوراق إدارية ، و شواهد بميزة جيدة … ،إن انتشارها تضعف ثقة الفرد في السلطة العامة و نزاهتها و مدى قيمة واجبها ، كما أن أن هذا يثير الحقد و الضغينة بين المواطنين ليُخلَقَ صراعا لا حل له سوى اللجوء إلى القانون وأي قانون و و بدوره تلعب الرشوة فيه دورا مهما للغاية .
متعة المال شيء كفيل بسلب الآخر لكن ضعف الإحساس بتأنيب الضمير و الرقابة الذاتية تبقى الحل الأنسب نحو سلوك قويم للحد من الظاهرة .
ختاما فالإنسان تحمَّلَ الأمانة التي رفضها أن يحملنها كل من السماوات و الأرض والجبال فحملها الإنسان لهذا وجب العمل بأمانة على الوجه المطلوب لينال بذلك رضى رب العالمين و إصلاح المجتمع لحتى يكون الشخص المناسب في المكان المناسب.

هنيهة تأمل~كوثر المحمودي~

 توقف يا إنسان ولو لبرهة من الزمان واعلم أن البشر صنفان فالأول ضل عن سبيله بمجرد أن قطع وتر الكمان تخلى عن العزف ولم يحاول إعادة الكرة مرتان إنهار بعد أول عقبة وكان ماكان لن يعود للمتعة وبهذا يكون للآلة قد خان أما الثاني فبعد قطع الوتر فكر مليا وباتزان عمل بجد ليقطف ثمار البستان وكان هدفه مشعا لذيذا كحبات الرمان تذوقه حبة تلو الأخرى بنشوة و إمعان ولم يتخذ الهزيمة كعنوان استمر وكسب الرهان وقد وفق ووصل إلى بر الأمان لتختر صنفا فالوقت قد حان لتسلك الطريق المستقيم فقد آن الأوان

11117506_823788234375657_830227926_n

وقفات: الوقفة (2)~ يوسف التزراتي~

11117365_821798867907927_660216178_n

استمد قوتي من ضوء القمر وسحر الوجود وقت السّحر، واعترف اني قليل الكلام في حضرة أغلب البشر، أضحك دائما واعلم ان ابرز ميزاتي بعد نقاء قلبي وصفاء سريرتي هي قدرتي على مكابدة الرزايا والشدائد ومجابهة نوائب الدهر واعتى المصاعب، وأقل هواياتي إثارة للشبهة هي القراءة، اجدني مهتما بالتنمية الذاتية وبكل ما من شأنه تطوير مهارات الانسان ودفعه رويدا نحن التميز، لكنني لا احب كل شخص جاهل لشأنه غافل عن مرتبته، محتقر لما في يده من خير، نائم عن دوره ومتكاسل عن اداء رسالته، لا احب ايضا ان يغرق الانسان في المظاهر وان يهتم بسفاسف الامور ولا يرقى الى معاليها.

(مراجعة كتاب )حفلة التفاهة ~ميلان كونديرا~

بقلم : سلمى وعمرو

image

مجددا، يأتي كونديرا على ما تبقى عندي من بقايا تعريف الرواية التقليدية. ويؤكد بأن خضوع الرواية لقاعدة وحدة الحدث ما هو الا مقصلة لفن الرواية نفسه.
إن أية محاولة للحديث عن رواية حفلة التفاهة قد تبوء بالفشل، لان الاحداث سرابية يصعب ترتيبها في جمل. فكما تمكّن من ان يجعل احداث وشخصيات “كتاب الضحك و النسيان” قابلة للنسيان بسرعة. يتمكن مجددا هنا في “حفلة التفاهة” من ان جعل الاحداث تنبثق من جوهر التفاهة نفسه لدرجة يصعب معها الحديث عن الأحداث/اللاأحداث.

بعد توقف عن الكتابة دام ل14عاما يعود ميلان كونديرا سنة 2014 برواية “حفلة التفاهة” الصغيرة الحجم (110ص). وربما تكون الرواية الوحيدة التي لم يأت فيها ذكر التشيك من قريب او من بعيد. أهذا يعني أن الكاتب التشيكي الأصل اعتنق الثقافة الفرنسية بالكامل خلال الأربعة عشر سنة التي خلت؟ أم أنه يرى أن التشيك وتاريخ التشيك لا يمكن حشره في رواية تحتفل بالتفاهة وتحفل بها؟ هو الذي جعل من قصر الكريملين و ستالين و أصحابه شخوصا مهمة في روايته.
ويمكن حصر ثيمات حفلة التفاهة في اثنتين:
أولا : جوهر التفاهة.
من ريشة تحلّق تحت السقف شدّت جميع الأعين إليها، إلى افتتان غريب بالسّرة -ذلك العضو البشري اللاجنسي الذي نملكه جميعا ولا نهتم لوجوده ابدا-، إلى طموح سخيف في الخلود جعل ستالين يغير اسم مدينة كوينغسبير مسقط رأس كانط إلى كالنينغراد على اسم صديقه كالنين  رئيس مجلس السوفييت الأعلى، الذي كان يعاني من مشكل في مثانته يجعله يرغب في التبول بشكل مستمر. أهناك أتفَه من هذا؟ وعن التفاهة يقول كونديرا “التفاهة يا صديقي هي جوهر الوجود. إنها معنا على الدوام وفي كل مكان. إنها حاضرة حتى في المكان الذي لا يرغب أحد برؤيتها فيه: في الفظائع، في المعارك الدامية، وفي أسوأ المصائب. وهذا غالبًا ما يتطلب شجاعة للتعرف عليها في ظروف درامية للغاية ولتسميتها باسمها. لكن ليس المقصود التعرف عليها فقط، وإنما يجب أن نحبها، يجب أن نتعلم حب التفاهة”
ثانيا : رثاء الفكاهة.
من محاسن الصدف انني قرأت كتاب الضحك و النسيان ثم أتبعته بحفلة التفاهة. كلا هذين العملين يشتركان في تعريف الفكاهة  فيقول كونديرا ” الفكاهة ليست السخرية المثيرة للضحك، بل شيء أكثر عمقا، الفكاهة هي البرق الإلهي الذي يكشف غموض العالم”، “ثمة شيء واحد أفتقده: روح الفكاهة” (الفصل الرابع الجميع يبحثون عن الفكاهة). لذا فعندما لم يستطع رجال ستالين فهم مزحة هذا الاخير بشأن الأربعة وعشرين طيرا من الحجل التي اصطادها ستالين على دفعتين (لأنه كان يحمل اثني عشرة طلقة فقط، اصطاد ١٢ ثم عاد لشحن بندقيته وعاد ليجد الحجلات المتبقية في مكانها واصطادها كذلك)  في تلك اللحظة التي لم يفهم فيها رجال ستالين المزحة ولم يضحكوا. بل اتهموه بالكذب وهم مختفون في الحمام. يعلن كونديرا أنها مرحلة مفصلية لبداية “عصر أفول الفكاهات، عصر ما بعد المزحات”.

ولا يمكنني ان اتجاوز الحديث عن النزعة العدمية القوية بين صفحات الرواية. فقد تناول كونديرا مسألة الوجود الانساني على لسان خيال أم آلان، أحد أبطال الرواية فكتب “ما تمنيته هو الاختفاء الكلي للبشر مع مستقبلهم وماضيهم، مع بدايتهم ونهايتهم، مع كل فترة وجودهم، مع ذاكرتهم برمتها، مع نيرون ونابليون، مع بوذا والمسيح. تمنيت الفناء الكلي لشجرة متجذرة في بطن صغير بلا سرة لأول امرأة حمقاء لم تكن تعرف ما تفعله، وأي أهوال كلفنا جماعها البائس الذي لم يمنحها أية متعة بالتأكيد…” وهو بهذا يستحضر الفلسفة السيورانية التي تعتبر الوجود الإنساني خطأ وأننا عالقون على هذه الأرض.
في النهاية، ماذا يطلب منا كونديرا أن نفعل الى جانب تعلمنا لحب التفاهة؟ إنه لا يطلب منا فعل شيء لأنه لا يمكننا بأي حال من الأحوال فعل شيء “أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره إلى الأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام. لم يكن هناك سوى مقاومة وحيدة ممكنة: ألا نأخذه على محمل الجد”. أكرر : علينا ان نتعلم حب التفاهة و ألا نأخذ هذا العالم على محمل الجد!

قصة من وحي الواقع (4)~تليتماس سعو ~

أجرت بعض التحاليل والفحوصات الروتينية و طُلب منها آنتظار النتائج.. في وقتٍ لاحق من نفس اليوم، إتصلوا بأمي من المُستشفى و طلبوا منها القُدوم لأخذ تائج التحاليل..عند رجوعها، أخبرتني أن الطبيب قد أكد لها أن ما من شيءٍ يُثير القلق، و أن الألم في صدرها ما هو إلا نتيجة لتعرضها لأزمة برد فقط تستجِبُ أخذ بعض المُسكنات..أمي كالعادة لا تولي صحتها نفس الإهتمام الذي توليه لأُمور أُخرى..هي تعتقدُ أن مسؤولياتها تجاهنا كأم ، و تجاه أبي كزوجة، و تجاه المنزل كرَبَّة منزل هي الأهم؛ و غيرُ ذلك فهو من الأُمور الثانوية..هي تأخُذُ كل شيء على محمل من الجدية اللامُتناهية و هو أمر مُثير للقلق..بين الفينةِ و الأُخرى، أُحاول أن ألعب معها و أُحاول الترفيه عنها..
المهم، مُنذ ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه للمُستشفى و بعد تلقي الإسعافات الضرورية، عُدنا للمنزل، وعادت أُمي إلى سابق عهدها، أعني أنها بالرغم من التعب، لم تفقد حيويتها و نشاطها..إبتسامتُها الجميلة لا تُفارق مُحياها، حُضنُها الأمهات ككونٍ آخر بالحبّ انفلق . و ما فتئت الأيامُ تمضي حتى أخذت الحياة من جديد مجراها الطبيعي..
image

بالرغم من أخذها للمُسكنات ، كانت أمي تشكو من تكرار الصداع، وألم في الصدر، وبغض النظر عن عدد المرات التي كان يتم فيها تحويلها الى المستشفى من قبل دكتور المستوصف لاجراء فحوصات تساعد على تشخيص السبب، الا أنها لم تكن تستمع الى النصيحة، و كانت تتحجج بأنها ربة بيت، لها أُسرة ومسؤوليات و أطفال، وكانت تلك أُمور كافية لشغل تفكيرها ووقت فراغها، فأهملت رعاية صحتها. فالكثير لا يرغب في إضاعة الوقت في رعاية صحته أو القيام بفحوصات ومراجعة العيادات الطبية، وهذه هي حال أمي..

مغربية خارج دائرة الاتهام~سارة أبوالوافا ~

image

حين نسمع كلمة مغربية لا نفكر بامرأة تنتسب لبلد يعيش فيه البربر و العرب و بعض الأندلسيين الذين طردوا من موطنهم لبلد استقبلهم و عاشوا في حضنه معززين مكرمين ، بل نفكر في  صنف من النساء ارتبطت جنسيتهم بالرخص و السحر و الدعارة ، و الأسوأ من ذلك أن بعض التفكير يُسْقِطُ تلك الأوصاف على كل أنثى تعيش في أقصى القارة الإفريقية محدودة بالجزائر شرقا و المحيط الأطلسي غربا
ماذا لو قلت أن المغربيات لسن كذلك ، ربما بعضهن ممن لم تسعهن أرض الوطن الكريم و أغواهن مال بعض مُلاك آبار الذهب الأسود فذهبن طائعات خانعات  ، مريم شديد من أولئك المغربيات اللواتي أبين إلا أن يخضعن لإرادة شامخة و لأحلام لا تقل شموخا ، إنها تلك الفتاة التي تعلقت بالسماء و هي صغيرة لتبادلها السماء حبا لا يقل عن حب مريم لها ، فكانت أول عالمة فلك عربية و أول عالمة فلك أنثى تصل القطب المتجمد الجنوبي لتشرف على إقامة أحد أكبر تلسكوبات العالم و أول أنثى تجري بحث الدكتوراه بأكبر مرصد فلكي بفرنسا
ترعرعت مريم شديد في مدينة الدار البيضاء المغرب بحي شعبي يسمى درب سلطان و الذي أنجب أسماء تعلو في السماء لتنافس النجوم في بريقها ، نشأت مريم ضمن أسرة يشغل الأب فيها دور الأخ و الصديق كان يعمل حدادا ، لذا فمريم كانت تعيش  فقرا ماديا لكن رغم ذلك استطاعت مريم أن تحقق ما لم تحققه غيرها من الغنيات  كما أن مريم استمدت كل قيمها و مبادئها من أم حنون كانت تسهر على نشأة أطفالها ضمن بيئة تسمح لهم من الجمع بين العلم و الأخلاق ، و كذلك تم الأمر فحينما بلغت مريم الثانية عشر من عمرها أهداها أخوها الأكبر كتابا عن علم الفلك و كانت تلك بداية حلم شامخ لا زال يزداد شموخا رغم عظمته
حصلت مريم شديد على الإجازة في الفيزياء من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء و تابعت دراستها بجامعة نيس بفرنسا لتحصل على الدكتوراه بعلم الفلك سنة 1994 و بعد ذلك التحقت بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي كمهندسة فلكية ، لتُختار بعد ذلك ضمن فريق دولي علمي ليضع منظارا فلكيا لمراقبة النجوم في القطب الجنوبي و رغم قسوة الظروف هناك فقد صمدت لتأدية عمل ارتبط بحب طفولي بدأ بمراقبة النجوم من على سطح منزل بدرب السلطان لينتهي بأكبر المراصد العالمية
و كون مريم عالمة فلكية فهي زوجة و أم كذلك ، كانت من بين النساء العظيمات اللواتي حصلن على أكبر مهر في العالم : دخول فرد جديد للإسلام على يدها ، و أنجبت مريم تيكو نسبة لتيكو براهي العالم الذي أعجبت به منذ الصغر و ليلى الفتاة التي ستحظى بأم ليست ككل النساء ، و أوضحت مريم في لقاءها ببرنامج رائدات على قناة الجزيرة الوثائقية أنها تسهر على زرع حب العلم في ولديها ، كما أنها من خلال لقاءها بدت بسيطة بساطة الطبيعة و تملك ثقافة تفوق حدود علم الفلك
و عبرت مريم عن رغبتها بأن تكون ضمن البعثة الأولى لكوكب المريخ ، لتكون بذلك مغربية من نوع آخر و ليست كمغربيات  بلدان الخليج  المحافظة أو ربما المنحصرة في شباك العادات و التقاليد ، ظنا منهم أنها تعطيهم نفحة وردية يتعطرون بها أمام أقرانهم من العرب الأقل ثروة و الأعمق حضارة
في ظل تطلعات لمستقبل يبدو معقدا أكثر من حاضره ، هناك من المغربيات من يشغل تفكيرهن الخليج و هناك من يشغل تفكيرهن المريخ ، و الكفتان لا تعرفان التوازن ، لكن كما تنتج الشجرة الواحدة الثمار الفاسدة و الصالحة يوجد بكل بلد الصالح و الطالح
أتساءل لم المغربيات الوحيدات المتهمات بالدعارة و لم لا يُتَهَم الطرف الآخر المشارك في هذه الحلقة المغلقة ؟ أليست دول الخليج التي تزوِر عقود عمل المغربيات بحيث تورد فيهم : خادمة أو مربية و ما إلى ذلك ، ليعملن كحيوانات لتصريف ما لم يصرفنه رجال البترول أثناء الإجازة الصيفية في بارات مراكش و طنجة و بورديل البيضاء ؟ فلنعد النظر في قضية أن المغربيات عاهرات لتتخذ مجراها الصحيح : الخليجيون يستغلون رداء العادات و التقاليد ليعهرون تحت لونه القاتم بلون عبايات نساء بلدان تجود على أهلها من باطنها الموحل كتقاليدها العمياء