لم يتبقى سوى الذكور اما الرجال فباغتتهم المنية في الحرب ~ سلمى الروغي~

في صبيحة الاحد التالت عشر من يونيو 1983بعد حمل دام تسع اشهر و نصف الشهر لم تشأ ابية أن تخرج للعالم أبت الظهور كأنها تعانق الموت قبل ان تحيا ,ازدادات ابنتي و ملامحها متخفية وراء زرقة بارزة ,منت أخاف ان افقدها قبل ان اعانقها , كنت اتأملها كأنها أية لم تكن تشبهني في شئ ,لم تكن سوى نسخة عن ذلك الهارب “ابوها”الذي سمع ما سمع ان أبية تتحرك في احشائي و تقتات مني حتى فر هاربا , لم ادري هل هرب من نسخة عنه ؟ ان فر من من ستحمل اسمه للابد ؟

أبت ابية كل شئ حتى النمو فكان نموها شبه طبيعي هزيلة جدا قصيرة جدا صراخها قليل جدا , كلماتها اقل كل شئ بنسبة قليلة الا التدمر من اين ابيها فقط اخد حصة كل شئ . كلما كبرت هذه الفتاة كبرت معاناتي معها و قلت فرحتي , فلم تكلمني الا قليلا و لم تعرف عني الكثير و لم اعرف نخا ولو القليل ,كنت ارى في عيناها كره للرجال كأنها تقتات من حزنهم و تعيش لاجل المهم ,لم اراها تكلم اخواتي او ابنائهم , كانت تلك المنعزلة عن كل شئ واي شئ سوى بضع كتب تشتريها بلهفة عارمة لهفة مراهقة تجد حبخا الاول او فتاة تتلقى قبلتها الاولى , تلك الابية كانت تقسم لي ان لن يلمسها رجل لم تعانق رجل و لن تضاجع ذكر , كانت كلما سالتها عن شئ تحاصرني باجابة وحيدة غريبة ” وصيتي ان لا يلمسني ذكر حتى اموت ” لم افرح لم احس بالامومة كان كل شئ غريب معها رضاعتها نموها كفولتها مراهقتها , قرأت الاف الكتب عن التربية زرت عشرات الاستشاريين لم انجح و في كل مرة أفشل و يموت جزء من أمومتي .

image

في صيف 2005 منا قررنا السفر الى مدينة اصيلة مع اخواتي و عائلاتهم الصغيرة منا نتجول في مدينة اصيلة الكل يثرتر , الجميع يتكلم , البعض يضحك و ابية تتأمل بصمت وهي اخر من يلتحق بنا تشاهد بصمت و تتمشى ببطئ , كأنها تحفظ ما تراه كنت أنظر الى خلفة كل بضع دقائق اتفقدها و امنحها ابتسامة و اكمل طريقي . وهذه المرة قبل ان التفت اليها سمعت صرختها الطفولبة خارت قواي , اصبحت طريحة الارض كما فعلت السيارة بابنتي جعلتها طريحة الارض و دمائخا تسقي الارض الجافة , لم استطع الوقوف أبية ذهبت , لم انهض لم ابكي كفتني الصدمة , ذهب خالها مهرولا نحوها بدأ يحرك فيها و يصرخ عانقها وصرخـــــــــــــت حتى أفلتها من يده بقوة صرختي ” لا تلمسهاا لالالا لا تعانقها ” كان قد عانقها قد للمسها و خنت وصية ابنتي لم تكن ترد مني شيئا سوى تحقيق وصية صغيرة ان لا يلمسها رجل خنت وصيتك يا ابية لم اعطك شيئا في حياتك و خنت وصيتك في مماتك !! ومات اخر جزءا من امومتي ومني.

طاقم مدونة الأدب

أضف تعليق